أبتي إنه زفافي ،سجل على مفكرتي..

أبي ما نهاية هذه المسيرة ؟ هل تزفني عريسا بدون علمي؟
لا أزال صغيرا يارجل ، ما خطبك !!!
أبتي  تركت خارج البيت  دراجتي  و عند صديقي كرتي...
أبتي أتذكر تلك الطائرة التي لم تكفني لإقتنائها نقود حصالتي...
أبتي حلمي أن أشتري ألعابا كثيرة لأزين بها غرفتي ....
أبتي أمي ستوبخني لأني  وعدتها أن لا أبتعد عن بيتي ...

أبتي ياويلي من معلمتي لأن فروضي لم تتممها أجوبتي...
أبتي نسيت مفكرتي حبيسة في درج طاولتي ....
آآآآآآه يا أبتي لو تدري ما سجلته تواريخ  مفكرتي ،
بكيت فيها فلسطين منذ ولادتي ...
لوثتها بتسجيل خذلان أمتي...
و زينتها بأسماء فناني الشهادة  إنهم قدوتي....

سجلت فيها بدمعي حصارةغزة ، أتذكر يومها كانت ولادة شقيقتي...

جفاف حليب والدتي و بكاؤها جوعا  قتل فرحتي و توسلت موتي من قلة حيلتي...

أذكر يومها أمي غزة تغتصب و الأخرى حنانها من الحصار إلتهب  فنزل الحليب مدرارا يسقي أختي...

سجلت فيها كم أعيانا طريق المقبرة ،ذهاباً و إياباً نزف أخيار أحبتي عمي و خالي و ابن عمتي....

أبي لا تخبر أمي لأني كذبت يوم قطعت أحد أوردتي ، لقد سجلت عليها بدمي أن الشهادة عهدي و وعدي و أمنيتي....

حسنا أبي  ،، أنهيت سرد أسراري و عرفت أنك تأخذني إلى داري ، ، و لم يكن هذا قرارك و لا قراري ،، هذه الطريق أسيرها مغمض العينين و مرفوع الجبين ،، دعني أقبلها لأنها تحقق أمنيتي ،،أبتي إحتفظ بصوري ليراها أحفادك من أبناء إخوتي ،، لكن بعيداً عن ناظري والدتي لكي لا تصمت عن عزف ألحان زغردتها على شهادتي،،

أبتي أخبر مفكرتي أني كنت عند وعدي و سجل فيها تاريخ عزتي ،،

تابع القراءة »