شهيد وضحية غدر


كان يا مكان في ما مضى من أيام في هذا الشهر من هذا العام ،،
كان يجول في أرجاء الحي يشاكس هذا و يطارد ذاك ،صديق الجميع و مزعجهم  ، خفيف الظل ، له صديق من المتسولين المختلين يأخذه للحمام و يطعمه كانوا يسمونه أبي لأن المتسول يناديه "با" ، لا يحب الدراسة لكن لم يكن مشاغبا ،،يتوسط إخوته لكنه أنضجهم و أبرهم بوالديه ،كان صديق أخي الوحيد كان أخي أيضا،،ياسين شاب بلغ 23 سنة  الثلاث الأخيرة كان ياسين الرجل ،،ترك  الدراسة  ..لحظة ليس لهذا سميناه الرجل فالبعض يرى أن الرجولة أن تتمرد و تدخن لا أبدا ياسين غير هذا بل لأنه قرر أن يغير حالة أهله المزرية ... كان يرى وجه والده يتشقق كما هي حال جدران منزلهم ،،كان يحس ضيق صدر أمه من المرض كما هي ضيقة غرفة نومهم ،، كان هناك من يكبره لكنه لا يبالي ، ...[ ياسين كيف الحال؟ماذا تفعل؟ أجهز ملفي لأنخرط في صفوف الجيش ،أتقصد الخدمة الوطنية ؟لا ، أريد أن أنضم نهائيا ادعولي أن أقبل]....تضطرنا الأقدار لنكون كما تريد وليس كما نريد فنضحي من أجل غيرنا ليسعدوا لكن من أجل والديك يسمى برا وليس تضحية...قبل ياسين فهو رياضي ذو قامة طويلة و جسد قوي ،جمع ما يجمع من أمتعته لأنه في الجيش غير ماترتدي لا تحتاج لشيء حيث ينتظرك لباس جديد وشكل جديد و عادات جديدة قد تتطبع بها طوعا كما فرضا ، فرح و استاء الجميع لمغادرته سيعمل و يساعد أهله لكن في نفس الوقت ياسين يكره الأسر و الأوامر كان حرا لا يضبطه وقت أو قوانين ،،صديقه أخبرني أنه قرر أن يساير قدره ويرضى بكل ما كتب له كما أوصى بإبنه،، مرت الأيام وياسين يكبر بعمله رمم المنزل و أخضع والدته للعلاج و منع والده عن العمل الشاق غير كل شيء أصبح كل شيء مثالي ،، ياسين كان يتصل كل ليلة بصديقه و يخبره تفاصيل يومه و يخبره صديقه أخبار المدينة كاملة ولم يكن هذا يطفئ شوقه ،،خطب ياسين و قرر أن يتزوج فوالدته وحيدة وتحتاج ونيسة .... سنته الأخيرة و خبر نقل ياسين إلى بومرداس و ما أدراااك ما بومرداس الموت يحدق  بكل من على هذه الأرض داس ،،،، ياسين كان نشيط و حذق أحبه كل قادته فأعطوه امتيازات خاصة ألا و هي قيادة عمليات تمشيط و وعدوه أن يرقى إذا واصل على هذا ،،،، ليلة الجمعة الأولى من هذا الشهر بقي يومان على إجازته اتصل كعادته و لم ينهي الإتصال حتى بزوغ الفجر كلم الجميع،أخبر صديقه بأنه على موعد مع عملية تمشيط هذا الصباح و طلب منه الدعاء ...صديقه يشحن هاتفه كل يوم بعد المغرب و مع هذا لا يكفيه ،،الوقت المحدد للإتصال ،،ياسين لم يتصل بعد .. هاتفه مغلق ربما هو مشغول ،،لم ينم صديقه  متأكد هو من وجود خطأ ما،،حل الصباح ،أخي أين تذهب باكرا ؟سأسأل عن ياسين ربما جاء فهو دائما لا يخبرني بعودته ليفاجئني ...أجل هذه المرة فاجأنا ياسين جاء بدون موعد محملا على الأكتاف ملفوف في علم الجزائر  ،،ابنكم و أخوكم و صديقكم شهيد ،، تخيلوا هذه الترقية والمرتبة التي نالها هذا البطل لا تضاهيها كل النجوم التي قد توضع على زيه العسكري،، ياسين راح شهيدا بعد أن انفجرت عليه قنبلة هو و ثلاثة من رفقائه حولتهم إلى أشلاء ...  لكل من هؤلاء قصة قد تشبه قصته أو تختلف عنها لكن الأكيد كلهم تركوا قلوبا تنزف حرقة عليهم ..صديقه جن  و أمه و أبوه اتخذوا قبره مسكن و كل من عرفه خبر موته استهجن...ياسين رحل لكن الويل لمن له قتل فاليخبرنا أين يومئذ المفر؟
ماذنبك ياسين ؟؟ماذا فعلت؟؟لما قتلت؟؟ من قتلك؟؟ لماذا قتلك؟؟من سيجيب؟؟ بل لما غدرك؟؟
لست أخبركم عن سنوات الجمرالماضية بل هذا الشهر من هذا العام ،،مازالت الأمهات في وطني تبكي فلذات كبدها،،مازال الإرهاب يسكن ربوع هذا الوطن،،لازال فيك يا جزائر من يموت غدرا و هو يحميك ،،.............

4 التعليقات:

جابر يقول...

لا حول ولا قوة إلا بالله، رحمه الله وجعله مع النبيئين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.

كلمات صادقة خطتها أنامل أصدق، وفقك الله وزادك علما وفضلا.

خديجة يقول...

أسعدني تعليقك أستاذ جابر،بارك الله فيك
اللهم ارحم جميع موتى المسلمين

علي الجزائري يقول...

لا حول ولا قوة إلا بالله ، اللهم إرحمه ورحم من سبقه ومن بعده من الذين رابطوا في سبيل ولنصرة دعوتك والإنتقام من أعدائك وأعداء المسلمين جميعا ، نسأل الله أن يتقبله من الشهداء والصالحين في الدرجات العليا ،
وأنت أخت خديجة بارك الله فيكم ...

خديجة يقول...

اللهم آمين ،،وفيكم بارك الله أخي علي
أسعدني مرورك ،،شكرا

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Powered by Blogger