المريض للتفاوض و المراوغة!!!! خرجات ولد عباس



سأتحدث عن هذا الموضوع ليس دفاعا مني عن زملائي لكوني أنتمي إليهم و لكن لتوضيح الصورة
إن إحتجاج وإضراب ممارسي الصحة هذه الأيام أحدث خللا كبيرا في حياة المواطنين لحساسية هذا القطاع و إستحالة تعويضه بأي طريقة فنحن هنا نتحدث عن أرواح الناس و قدسية الروح التي قال عنها الله تعالى :  (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً..) الآية 32 سورة المائدة،  وبالتالي هذا الإضراب ليس معناه عدم وعي المضربين أطباء كانوا أو ممرضين أو غيرهم بنبل مهمتهم  أو معناه إنسانيتهم إجتاحتها المادية و هذا يبرره سكوتهم لسنين على معاناتهم و كما لا أقول أنهم ملائكة  و الكثير يتهم أصحاب المآزر البيضاء بالامبالاة والقسوة و التمييز و الجهل و الكثير من الصفات السيئة و تعميمهم إياها على الكل دون إستثناء وهذه الأخيرة استغلها المحنك السياسي سيادة الوزير ولد عباس و استخدمها كورقة للعب مع نقابات الصحة ليصبح الشعب إلى جانبه  و  ذكاء الدولة هذه المرة خانها لأن ما تم ضغطه خلال سنين انفجر ولم يعد يخاف أحد من سجن أو فصل أو خصم و هنا أقول أن الخاسر الوحيد هو المريض و هو من الشعب و بالتالي الخسارة للشعب كافة أي أن ولد عباس يراوغ و يفاوض بالمريض ..
إلى هنا آتي إلى ذكر ما حدث و ما يحدث في كواليس وزارة الصحة و قبلها يجب أن أعترف بشيء دولتنا واثقة من نفسها و لم ترهبها الثورات التي تجري من حولها وبقية صامدة أمام أغلب المطالب و تماطل كعادتها و تتلاعب كما تشاء و بمن تشاء وهذا ما أثبته لنا ولد عباس حيث أنه قام بالتالي:
طبيب عام مدة تكوينه تسع سنوات أي  يوم تخرجه يستند على عصا 
طبيب مختص التكوين حسب الإختصاص و لكن لا يقل عن ستة سنوات
طبيب استاذ مساعد عندما يشيب الرأس و تسقط الأسنان يتحصل على هذه الإجازة وطبيب أستاذ في الخمسينات من العمر وبعدها بروفيسور إلا من رحم ربي الملاحظ هنا أن ولد عباس يريد تطبيق برنامج يشذ فيه عن كل برامج التكوين في العالم و كأن الأمراض  في الجزائر لها علم آخر !!!؟؟
طبيب جراحة أسنان :لم يعد اسمه طبيب ربما يريده مهندس أسنان و تم تخفيض تصنيفه في السلم من 16 إلى 13؟؟؟
الصيدلي :سبعة سنوات تكوين و نزول صاروخي من 16 إلى 13 و إعتبارهم تجار ؟؟؟
وهناك مساعدوا الإنعاش و التخذير و هذه الفئة تغطي 200 مستشفى بدون طبيب إنعاش من أصل240  تحتوي على غرف عمليات و تغطيتهم لا تقتصر على التخذير فقط بل الإنعاش أيضا في مصلحة الإستعجالات وهؤلاء القانون لا يحميهم في حالة الخطأ بل يدينهم و يعرضهم لعقوبات كثيرة و مطلبهم هو قانون يحميهم و زيادة مدة التكوين إلى خمس سنوات في معهد خاص بهم  لتحسين مستواهم و لكن لا إجابة؟؟
هذا كله في ظرف زمني وجيز و دون سابق انذار أما عن مطالبهم المادية فلكم الحكم طبيب عام رابته في حدود 30000 دينار جزائري و مختص 40000 دينار جزائري و الشبه طبيين 20000 دينار جزائري و هل تعلمون أن حارس في شركة سوناطراك راتبه لا يقل عن 80000 دينار جزائري ؟؟
هناك مطلب من الأطباء المقيمين وهو حذف قانون الخدمة المدنية و هذا المطلب مبالغ فيه حقيقة لأنه لا ينم عن ذرة وطنية  و أنا ضده تماما لكن الخدمة في الجنوب يجب أن تبقى إختيارية  وزيادة تحفيزات و إمتيازات أخرى و إيجاد حل بتكوين أبناء الجنوب بنسبة أكثر ليعودوا لخدمة مدنهم .
زد على هذا ظروف العمل  : النظري الذي يدرس بتقنياته و أجهزته في المدرسة الفرنسية ليس كحال العملي في المؤسسة الجزائرية يعني يجب أن تحاول العمل بالموجود ( سياسة البريكولاج على المريض)
وللمعلومة طلبات ممارسي الصحة يتم التفاوض عليها منذ سنة 2008 و لم يتم الإلتفات لهم و لم يقوموا بالإضراب لوضع المريض كأولوية قبل أي شيء و هذا ما لم تضعه وزارة الصحة في محسوبها..
في الأخير إن من يلعب بحياة المرضى و يعطل سير عمل المستشفيات هو وزير الصحة و من يتفرجون دون التحريك ساكنين و أريد تأكيد  أن  مطالب  ممارسي الصحة منطقية و إضرابهم مشروع ويجب أن تضعوا أنفسكم مكانهم و تؤازروهم بدل إتباع ولد عباس وحاشيته من الذين أكلوا البلاد و العباد.



0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Powered by Blogger