الطفولة و عيدها و الشارع



اليوم العالمي للطفولة مناسبة يحتفل بها العالم أجمع كغيرها من المناسبات ،كنت ألعنها حمية لأطفال فلسطين و العراق و افريقيا وكل المظلومين في العالم على أنه عار الإحتفال بها .. المهم أن اليوم العالمي للطفولة هذا العام طرح جدلا على أثير الإذاعة الجزائرية الأولى حول أطفال الشوارع هذه الظاهرة التي تستفحل في مجتمعاتنا العربية و تهدم أي محاولة للنهوض من أوحال التخلف .
هنا في الجزائر كنت أظن ان هذه الظاهرة قليلة أو تكاد تكون منعدمة لأني هنا في مدينتي ومن حولي لم أصادفها فعممت على الكل لأتفاجأ أن الظاهرة موجودة وفي إنتشار بإحصائيات من وزارة التضامن على وجود عائلات في الشوارع و هي بنسبة 38 ولاية من 48 ولاية ،تقول ممثلة وزارة التضامن متشدقة لا داعي للتهويل وأن الجزائر أحسن من غيرها من الدول المجاورة و أنه لا يجب دق ناقوس الخطر ؟؟؟ هل ننتظر حتى تمتلئ كل شوراعناإذن؟؟؟ إلى هنا تمنيت لو كنت طرفا في الحوار و استوقفتها قائلة : سيدتي طفل واحد في الشارع يستدعي تجنيد كل الجهات المعنية فكيف و أنت تقدمين إحصائية تقول في أفريل 2011 وجد في الشارع 538 بالغ من بينهم 24 طفل و البالغ يعني عمره 16 سنة في نظر قانون دولتنا الموقرة و أنه لا يحق الإحتفاظ بهم في مؤسسات الدولة؟؟؟ و تتحدثين على أنه يتم التكفل بالأطفال في دور الرحمة و مؤسسات إعادة التربية حتى سن 16 و بعدها إلى الشارع!! أين يعيش ؟ وهل يدرس أم يعمل؟ هل تهدمون ما تصنعون؟؟ نطق أستاذ في علم الإجتماع ليفحمها و يكبح عنجهيتها على أن هؤلاء المشردين للمرة الثانية بعد ايوائم يخرجون بعقد نفسية كارثية تحولهم إلى مجرمين و مدمني مخدرات و معرضين لكل أنواع الإستغلال من سرقة لأعضائهم و إغتصابهم و يطلعنا أكثر على القانون قائلا ان الفتاة يتم التخلي عنها في سن 19 ؟؟؟ ويأتي بإحصائياته أنهن جميعهن رائدات في الملاهي و بيوت الدعارة...
تقاطع كلامه بقولها ان وزارتها ليست المسؤولة وحدها عنهم لتكشف عدم تنسيق بين قطاعات الدولة للتكفل بهذه الفئة من المواطنين و أنهم يقومون بكل ما بوسعهم لحماية الطفولة ..،بحنكة السياسيين نجحت في التهرب من كل الأسئلة لتباغتها متخصصة نفسية و سيدة تحاول جهدها لتغيير هذا الوضع بسؤال: لماذا يفر الأطفال من مراكز إعادة التربية ؟؟ كنت أراها في الدراما أنها استبدادية تحوي أشرار يضربون و يشتمون لو كنت مكانهم لهربت حافية و سجدت في الشارع شكرا لرحمته التي لم أحمدها...تجيب معترفة أنه الكبت ما يجعلهم يفرون !!و تتصل محققة شرطة لتورطها أكثر على أن إحصائياتهم أكبر و أنهم من يقومون بالقبض على الأطفال لتسليمهم لدور الرعاية و ليس أفراد مختصين لترد المختصة النفسانية: هذايؤثر على الأطفال فيصبح تصورهم أن تواجدهم في الشارع جريمة فترسخ في أذهانهم أنهم مجرمون...
طالبتهم المذيعة بإيجاد آليات مستعجلة للتكفل بالأطفال بدل القيام بدراسات للأسباب التي تأخذ سنوات ربما.
و من لا يعي الأسباب هو الإنفجار الأسري بوفاة أحد الوالدين أو اليتم أو الطلاق أو سوء المعاملة من طرف الأولياء هو التعنيف بكل أشكاله المعنوي و الجسدي و المادي يا سادةانتهت دراسة الأسباب منذ زمن نريد حلول يتحدث بعض أطفال الشوارع في روبورتاج أنهم سئموا الشارع و التشرد و الظلم يريدون حلا فهل تعجز دولة كالجزائر عن حماية أطفالها؟؟
ماذا تنتظرون؟ غيروا هذه القوانين الهرمة المجحفة الظالمة إحموا رجال المستقبل و صونوا أمهات المستقبل.. هو إنسان كان طفل أو بالغ يحتاج مسكن و أكل و شرب محترم يجب ان يأخذ حقه من التعليم ،يجب أن يمارس وطنيته كغيره ،يجب سن قانون جديد لحماية حقوق أطفال الشوارع.
في الأخير انتهى الجدال بشتم ممثلة وزارة التضامن للحاضرين حتى قطع الحوار بموسيقى فاقتنعت أنه لا حياة لمن تنادي ...كل عام و الطفولة تحترق في الشارع
حاولت منع نفسي عن ذكرهم هنا لكن لم أقدر في نظري ليس هناك من يعاني كأطفال غزة فهناك الطفولة تموت ببرودة و العالم يتفرج و الصورة في الأعلى تخص أطفال غزة .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Powered by Blogger